اللي حرق صحّا ليه...و اللي م نجّمش يحرق مرحبا بيه. نحن لم ننتظر اربعطاش جانفي

jeudi 21 juin 2007

مواكب الذين دخلوا القدس و صلّوا في المسجد الأقصى...


موكبان فقط من مواكب اللذين دخلوا القدس وقف عندهما التاريخ.وقف مشدوها و اطرق.

لمن تراه ادخر الموكب الثالث؟

القدس؟...

"اخلع نعليك. انّك بالواد المقدّس طوى".

و اللذين دخلوا القدس كثيرون.

دع عنك غذاءها البشري الدّائم من القبائل العربية منذ ما قبل الإسلام بمئات السنين, في الإسلام, الرسول الأعظم هو الذي بدأ السرى المقدّس إليها ليلة الإسراء. و مع تدفّق العرب إليها بعد الفتح العربي و دبيب الإسلام في نسغها و ترابها القدسي, وفروع الزيتون, و الصخرة المباركة الصّامدة أربعة عشر قرنا, سجّل التاريخ دخول الكثيرين إليها:

دخلها معاوية و نصّب نفسه خليفة في مسجدها الأقصى, و دخلها الوليد بن عبد الملك ينظر إلى الفسيفساء بالقبة التي بنى, و دخلها المأمون يعجب من زخرفها الذهبي العجيب, و دخلها المعز الفاطمي و دخلها العزيز..و دخلها..موكب الزاحفين إلى قدسها كانت تصعد دون انقطاع تلالها درجات نحو السماء...

موكبان فقط من هذه المواكب وقف عندهما التاريخ. وقف مشدوها و أطرق. كان الأول قبل أربعة عشر قرنا, و كان الثّاني بعده بستة قرون: موكب الفاروق عمر, و موكب الناصر صلاح الدّين.

السنة السادسة عشرة للهجرة...

بطاح يثرب كانت زغاريد و فرحا يسيل في الدروب.

الراكضون إليها كل يوم بأنباء الفتوح كانوا السنة مذهولة. نسوا ألاف الشهداء, كانوا يتحدّثون فقط عن الأعاجيب...

"و إذا جاء نصر الله و الفتح و رأيت النّاس يدخلون في دين الله أفواجا"

إذن فهؤلاء الفتيان الذين ذهبت من هاهنا خيولهم و الاباعر قد أضحوا جراح البراكين.

دما على الشمس.

سادة الوجهين: وجه الروم و وجه الفرس..

سادة الدنيا...

و أقبلت من أقصى المدينة راحلة تسعى قال صاحبها:"أين أمير المؤمنين؟"

و تراكض الناس حول قوائم البعير يسعون به إلى مجلس الفاروق.

و مدّ صاحب الراحلة إليه بالكتاب الذي يحمل.

إنّه من أبي عبيدة بن الجرّاح قائد الجيوش المجاهدة في الشّام. أهي بشارة فتح جديد؟

قائمة البلاد التي فتحت هناك كانت تضم حتّى تلك الرّسالة: دمشق, بصرى, حمص, قنسرين, انطاكية, الاذقية, بعلبك, تدمر . و في فلسطين: طبرية, بيسان, نابلس, سبسطية, لد , يبنى , عمواس, بيت جبرين , يافا, اجنادين , غزة, رفح. حتّى قيسارية التي كان فيها –على ما يروون-" ثلاث مائة سوق و يحرسها في كل ليلة على سورها مائة ألف", سقطت راغمة ثمّ نقضت, وحدها "إلياء", بقيت جزيرة معزولة. و الخيل تطوّقها و تضرب بالسنابك عند أسفل الأسوار و عند الحجارة القديمة.

أبراج كنائسها الممردة كانت تطل من داخل الجدران على مجانيق و سيوف, جلبة, و عثير, و قدور , و خيام, و على غابات الزيتون تتحرك بالرماح هنا و بثورة من المهور هناك.

كل فلول القوى الروميّة المهزومة كانت قد اجتمعت الى إيلياء يقودها "اريطيون", كبير القوم و عسكريهم الأول.

المنجنيقات الضخمة كانت تعول بالحجارة فوق القوى العربية. تعول. تعول. بينما ريح الشتاء تعصف بالعظام المقرورة و تمزّق المضارب.

و الصقيع يأكل كالسّياط أطراف الناس لولا اللهب المقدّس في الصدور...

و التقى على طرفي الأسوار إيمان بإيمان, و عناد بعناد. و مات الرعب, وحده الصمت صار مخيفا. كنجمة تخر بغتة.

أربعة أشهر, طال الحصار. و يوم هرب "ايريطيون" من المدينة, و لحق بمصر انقطع الرجاء بأهل ايلياء فلا مدد و لا نجدة.

و شرب اليأس كل العيون.

و حين كتب أبو عبيدة إليهم يدعوهم كغيرهم إلى الإسلام أو الطاعة و الجزية كانوا بين التصديق و التكذيب.

خافوا عقابيل الحقد الذي فجروه بالقتال العنيف و رأوا كسب الوقت قبل التسليم , لعل ...و اعل.

و بكل الأبّهة و لمعان الذّهب و زخرف الملابس الكهنوتية ظهر بطريق المدينة على الأسوار طالبا قبول التسليم و الأمان, و الصلح على ما صولح عليه أهل مدن الشام, نظرائهم, على أن يتولى ذلك أمير المؤمنين نفسه ...

و عجب عمر للطلب الغريب و لكنّه قال و بين يديه الكتاب بالخبر و من حوله علي بن أبي طالب و عدد من الصحابة:

-أذهب...إنّ تخليص ثالث الحرمين من الروم يستحق أن يسير من أجله الفاروق شهرا و شهرا...و إني لاستخلفك على المدينة يا علي ...

فقال علي بن أبي طالب :

-أين تخرج بنفسك؟ انك تريد عدوا كلبا..

قال عمر:

أبادر بالجهاد, إنما أذهب, لأنه لم يبق إلا القدس, و لأن يد الله الآن هي العليا. على الجماجم يمشي جند الله. كل بلد في الشّام استسلم, هذه الأمة رصفت الطريق إليها بالشهداء:

كلّما انهار حائط من جنود

اتبعته بحائط من جنود

و في الصباح التالي خرج الفاروق مسافرا من يثرب ليس معه سوى غلام يخدمه.

و بعد أسابيع كان هذا الركب الصغير قد وصل الجابية في مشارف الشام. كان أول من لقيه من القادة يزيد بن أبي سفيان و أبو عبيدة بن الجراح ثم خالد بن الوليد. جاءوا على الخيول عليهم الديباج و الحرير. و زلزل الغضب الفاروق. نزل عن راحلته, فأخذ الحجارة و رماهم و قال:

"ما أسرع ما رجعتم عن رأيكم, إيّاي تستقبلون بهذا الزّي و إنّما شبعتم منذ سنين ؟ , و أنتم في أرض يملؤها العدو".

قالوا:" يا أمير المؤمنين. إنّها يلامقة ( قباء و غطاء) و إن علينا السلاح ما تركناه"

و بينما عمر في الجابية فزع الناس إلى السلاح

فقال "ما شأنكم؟" فقالوا "ألا ترى إلى الخيل و السيوف"(يقصدون عسكر العدو القادمين إليهم)

فنظر فإذا كردوس يلمعون بالسيوف . فقال عمر"مستأمنة فلا تراعوا..."

فأمّنوهم فاذا أهل إيلياء و حيزها يطلبون لقاء أمير المؤمنين ليستسلموا على يديه. و قبل عمر استسلامهم, و كتب لهم "عهد أهل إيلياء" المشهور: أحد المواقف الحضارية التي هي أنبل و أسمى ما في التاريخ العربي.


لم يأخذهم بالسّيف و هم في قبضته, و لكنّه "...أعطاهم أمانا لأنفسهم و أموالهم و لكنائسهم و صلبانهم و سقيمها و بريئها و سائر ملّتها أنّه لا تسكن كنائسهم و لا تهدم و لا تنقص منها و من صليبهم و لا من شيء من أموالهم و لا يكرهون على دينهم, و لا يضار أحد منهم. و لا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود. و عليهم أن يخرجوا منها الروم و اللصوص. و شهد خالد . و عمرو, و عبد الرحمان بن عوف و معاوية.."(الطبري)

و دعا أهل إيلياء الخليفة لتسلّم المدينة بنفسه. و جاءها عمر بعد قليل من الأيّام, كان كل موكبه " بعيرا أحمر و خلفه جفنة مملوءة بالتمر و قربة ماء ..." و خادم. و لكنّه كان يجرّ وراءه كلّ أمجاد اليرموك . اللذين كانوا في الاستقبال من ايلياء ما عرفوه. و لقد فاتهم سائرا إلى باب المدينة و هم يبحثون عن أمير المؤمنين و موكب أمير المؤمنين. و لحق به الناس و على رأسهم البطريق حامي الكنيسة و سلّمه مفتاح المدينة...

كالثمرة الناضجة كانت الشمس يوم دخل عمر القدس.

و كالثمرة الناضجة كانت القدس يوم سقطت في يديه.

و طاف البطريق بضيفه العظيم الأزقة التي جاسها السيد المسيح من قبل, و عجب له بعد أنّ همّ بالصلاة في كنيسة القيامة, أن يخرج فيصلّي على نشز من الأرض خارجها. و قال:

"أخشى أن يغصبكم احد المكان من بعدي و يقول هنا صلى عمر..."

و قد بني حيث صلى الفاروق جامع عمر.

نهاية الجزء 1/2

5 commentaires:

cactussa a dit…

أنتظر الجزء الثاني الخاص بصلاح الدّين الأيّوبيّ.(في إنتظار قدوم موكب ثالث).

3amrouch a dit…

un grand merci du partage.
a mediter

Téméraire a dit…

Qu'on le veuille ou non, il y a quelqu'un d'autre qu'y entra avec grande pompe.

1967. Moshé Dayan.

Sonya a dit…

aya winou clandestino?? 7ra999 ???:(

Clandestino a dit…

@cactussa, 3amrouch, temeraire, naufrage:
سامحوني على التأخير الله غالب عملت فوس مانوفر و قريب نخلص سومها البلوق متاعي...
الجزء الثاني انشا الله توا توا...
و تو ندخلو ممكن الجزء الثالث على خاطر موشي دايان حبينا و الا كرهنا من اللي دخلو القدس و سجّلهم التاريخ

Powered By Blogger