اللي حرق صحّا ليه...و اللي م نجّمش يحرق مرحبا بيه. نحن لم ننتظر اربعطاش جانفي

dimanche 27 mars 2011

الفحص عن أمر الثورة


لمن لا يعرف الثورة و لم يسمع بها يوما.. . و لمن كان مسافرا و قدّر عليه ربّي بأن عاد بعد 14 جانفي بعد طول غياب .. و لمن أطرده القذافي و ابناؤه بعد ان كانوا شائخين في خير الجماهيرية للعنكوش .. و لمن نسي ريحة البلاد بعد السنوات الطويلة في اوروبا و امريكا و بلدان الخليج .. و لمن نسيها أيضا وراء القضبان و في اعماق زنزانات السيلون الوطنية ...
لكل هؤلاء و غيرهم اريد اعلامهم بأننا عشنا الثورة ... ثورة لا شرقية لا غربية .. ثورة لم يكن يتوقّع حدوثها أحد ..حتى الشارني نفسه و الأستاذة لمياء الشيخاوي ..
هذه الثورة المجيدة التي يسميها اهل العاصمة ثورة14 جانفي و يسميها اهل القصرين ثورة 8 جانفي يوم المجزرة المريعة التي ارتكبها بوليس زين العابدين ،و يسميها اهل سيدي بوزيد ثورة 17 ديسمبر 2010 يوم احرق البوعزيزي نفسه بالديليون ..
كما ينعتها شيعة جمال عبد الناصر بالثورة العربية المجيدة ، و شيعة السادة ساركوزي و اليوت ماري بثورة الياسمين ، و يسميها بعض التوانسة الذين درسوا في العراق و عادوا بعثيين (نسبة لحزب البعث الذي اجتثّ من موطنه في العراق) بأنها ثورة يوليو جديدة ،
كما يصفها بعض التونسيين الذين يرون في كل جدار (ياجوري) من جدران الاحياء الشعبية جدار برلين، و يرون في اقسام البطولة الوطنية تصنيفا طبقيا و يصنفون معارك الفيراج بصراع الطبقات ، هم يسمون ثورتنا العظيمة بثورة اكتوبر اخرى قد تمنحهم فرصة جديدة لتحقيق الحلم الاممي الذي طالما طمحت اليه جموع العمال و المزارعين في ربوع بلاد الاعتصام الدائم*

هذه الثورة هي حسب شباب الثورة من مثقفي الفايسبوك (الذي هو في واقع الامر شباب التغيير و شباب التحول الذي ربّاه زين العابدين فأحسن تربيته) هي ثورة ........
اي انها حيوان ثديي، لبون، عاشب.. ويسمى ذكرها ثورا .. و له قرون طويلة .. و لم يُعرف الى اليوم اسم هذا الثور المبارك او عنوانه او مسقط رأسه او رقم بطاقة تعريفه الثورية .. كما لم يعرف له وجه الى الآن ..و لو اننّي بخبرتي الثورية الطويلة ارجّح انه ليس هناك ثور لثورتنا المباركة .. فهي ثورة هجّالة او مطلقة (اي فصع بها ثورها) او هي مقطوعة من شجرة فلا أصل و لا مفصل لها .. و كل من يقول خلاف ذلك فهو بالضرورة مخطئ او هو يعيش في زمن خارج هذا الزمن ..

الكشف عن أمر الثورة:
هنالك أمور كثيرة تمكنك من التأكد من حدوث الثورة منها على سبيل الذكر

إذا فتحت يوما جهاز تلفازك و وجدت وجها قبيحا (حاشا خليقة الرحمان) كان قبل اسابيع قليلة يصفّق و يناشد و يثمن و يعدد المكاسب و الانجازات بكل ما أوتي من قوة بن علي لسنة 2014 ، يسبّ صانع التغيير و يصفه بالمخلوع و ينعت زوجته بالحجامة و ينعته بزوج الحجامة ... فتأكد انّك امام احد ركاب الثورة..
( مع احترامنا لحجّامات بلادي و ازواجهنّ من رجال بلادي كذلك .)

إذا اشتريت جريدة بستة مائة فرنك فوجدتها تعجّ بالصور المفبركة بالفوطوشوب التي يظهر فيها زين العابدين في وضعيات مختلفة فهو تارة في صورة علي بابا يحضن جرّة مليئة بالذهب .. وهو تارة اخرى يرتدي زيّ هتلر و يمدّ يده في تحية الرايخ الثالث .. و في احيان كثيرة تظهر ليلى الطرابلسية في وضعيات فوطوشوبية و لا اخلاقية مع القذافي حينا و مع السيشوار احيانا .. فلا تفرك عينيك كثيرا .. فذلك الذي تراه ليس نجيب الشابي و ليس بن بريك و ليس الغنوشي و ليست بن سدرين .. انّه زين العابدين و ليلى .. انّك امام جريدة تركب الثورة و صحفيوها و رئيس تحريرها كذلك من راكبي الثورة ..
صحف كانت ترتزق من سبّ الناس و شتمهم و القدح في اعراضهم تحوّلت بقدرة قادر الى سب بن علي و القدح في عرض ليلى و شتم عائلتها فردا فردا ...تلك هي بركات الثورة

اذا مررت يوما امام حضبة من الناس يخططون لطرد مديرهم في الخدمة و تشنيف اسماعه بما تيسّر من بذيء الكلام لأنه اراد ان يطبّق عليهم القانون او هكذا خيّل اليهم .. فاعلم انّك امام مجموعة من الراغبين في ركوب الثورة .. و من اهم بنود الركوب على الثورة هو التدرّب على استعمال كلمة ديقاج المجيدة.

اذا مررت يوما امام مسجد و وجدت مجموعة من شباب غير مكتملي الرجولة يطلقون لحيهم و يلبسون القمصان الافغانية على السراويل الكمبا البريولي و سبادريات النايكي الامريكية .. و يرمقون الماشي من الناس و الجاي بنظرات ثورية و كأنهم من صحابة النبي الاكرم و بقية الناس من قوم نوح او لوط ...فاعلم يا صديقي انّك امام شباب يريد اقامة الخلافة عبر الركوب على الثورة ..فالثورة كما قال بعض حكماء الركوب على الثورات تجبّ ما قبلها.

إذا ذهبت الى بعض الشوارع او الساحات العامة و وجدت معلقات عن مؤتمرات لأحزاب لا يعلم اسمها غير مؤسسيها ، و لا يعلم عن اصل مؤسسيها و فصلهم شيئا وهم في كثير من الاحيان تجمعيون تائبون او من احزاب المناولة الذين يريدون مقعدا أماميا للركوب على الثورة المسكينة.

اذا وجدت يوما امراة و طفلا يقومون بالستوب على قارعة الطريق و اخذتك بهم الشفقة و الرأفة فتوقفت بسيارتك لمساعدتهم .. فخرج لك مجموعة من الشباب الثوري المسلح بالسكاكين و قضبان الحديد و العصي و الهراوات و قالوا لك : هات اش عندك.. يريدون يذلك مالك من اموال و ما عليك من هاتف جوال و ملابس ثمينة و حتى سيارتك فمن المرجح انك لن تراها ثانية ، و لن تستعرف لك شركة التأمين بالتعويض لأننا في إطار ثوري لا يطبق فيه القانون الاعتيادي.. عندها تأكد انّك قد عشت تجربة ثورية مباركة ، فتلك المراة و الفتى و العصابة المسلحة كلهم من ركاب الثورة قد فتح عليهم باب من الرزق لم يكن في حسبانهم.. كما ان شركة التامين ايضا من ركاب الثورة فهي لا لا تطبق من القوانين السابقة للثورة سوى تعريفة التأمين التي تقبضها نقدا و ما عدى ذلك فهو محرّم بقوانين الثورة .. و رجال الامن ايضا راكبون للثورة بغيابهم المستمرّ عن اداء الواجب و بقبضهم زياداتهم و منحهم الثورية عن استماتتهم في الدفاع عن نظام زين العابدين.

اذا دخلت بلدة و شاهدت سيارة الهامر العسكرية تملأ و تفرّغ في رجال بالزي الرسمي و الزي المدني تحت هتافات الديقاج الثورية فاعلم يا صديقي انّك امام شعب احترف التصفيق و المناشدة حتى فقد حواسّه جميعا و اصبح غير قادر على التمييز .. فكل من يرتدي البدلة هو بالضرورة فاسد و تجمعي و من يرتدي بدلة البوليس الرسمية فهو بوليس فاسد و مرتش لذلك يجب ان نقول له ديقاج حتى نركبه سيارة الهامر الثورية من الخلف و يمضي تحت طلقات الجنود الثورية .. هذا شعب يريد ان يغسل ملابسه البنفسجية .. بحليب ثورة لا يعلم عنها شيئا سوى انّها هبّت عليه دون سابق اعلام فرحلت بعقله و وعيه مع بن علي و ليلى و باقي الجوقة.


Powered By Blogger