و كيما يقولو - مصائب قوم عند قوم فوائد- فحالة النفور الارادي و الالزامي من البلوقسفير بعثتني إلى أحضان الصريح و الكائن الورقي سي صالح الحاجة ( يذكرو بالخير) , و ولّيت كل يوم ندفع الـ450 مليم حق الجريدة طائعا مستسلما , و من بعد نعتكف بالجريدة ساعة و الا ساعتين في بعض التراكن ...و اتضح من خلال الخلوات الروحية (للتأمّل) هاذي انو جريدة الصريح ماهياش سيئة بالدرجة اللي كنت نتصورها , بالعكس ,السادة بوبكر الصغيّر و علي بن نصيب و الهمامي و وليد الزراع -رغم الرداءة الموصوفة اللي يتميّزو بيها - يقعدو ديما خير من أغلب المدوّنين في الفترة الحالية.
فالمواضيع و النقاشات الكل ولات مركزة على الدين (الاسلامي) , و اللي بدأ كحوار جدي بين بعض المدونين حول العلمانية و اشكاليات الدين و الديمقراطية في المجتمع , تحوّل الى موضة... مهزلة , و ولات فمة مزايدات , اشكون يهبط اكثر من صاحبو , اشكون يوصل للحضيض الاول, و اشكون يتعدى للمستوى الموالي في و التمنييك و تكسيرالكرايم في السخرية من معتقدات الناس (و قريت بعض التدوينات في الموضوع هذا اللي اقل ما يقال عنها انها تثير الغثيان - من غير مبالغة-)... ولى نقل مباشر لأجواء يوم القيامة و وصف للخالق و تمثيله في عدة صور اقل ما يقال عنها انها ماسطة و ركيكة.
زعمة هاذي هي حرية التعبير ؟؟
شنية العلاقة بين حرية الدين والمعتقد و نقل أجواء يوم القيامة ؟؟ وينو الابداع في السخرية من الرسل و الانبياء و التهكم و السخرية من الخالق؟
في الفترة اللي فاتت كانت فمة برشة مدونات (ذات توجه معين و معروف) تحمل نفس الافكار هاذي لكن بعمرها ما طاحت للمستوى هذا و كان عند اصحابها الحد الادنى من الاحترام و مراعاة المشاعر, اما توة فلا مستوى و لا جمالية و لا لغة و لا ابداع ... فقط التكرار و اجترار الكليشيهات الفائت عليها الأجل... و الكوبيي كولي... و من جملة الكليشيهات انو يقلك "انا على القليلة مانشربش البول باش نداوي" و الا " الدين اللي يبيح الزواج من طفلة مازالت ما بلغتش" و الا "الدين متاع القنابل و قتل الابرياء"....
و الموضة الجديدة زادة انو فمة ناس تفتخر و تتبجّح بالإدمان على الشراب , و في بالهم آفار انو يحط كرذونة سلتيا في كرشو و يبات الليل الكل وهو ماشي جاي للتوالات...و المعروف في المجتمعات الكل انو الادمان على الكحول هو مرض مزمن ينجم يقضي على مولاه ... و أنا نعرف في الحومة و عند العباد اللي تسكر بالرسمي (ناس زوز و ثلاث شراب ما تعملهم شي و فمة شكون يعاون بالالكوول باش يوصل يشيخ شوية) الشراب ماهوش مصدر متاع فخر بالعكس يقولولو "محنة" و يقولو زادة "فلان صاحب محنة" اي انو مدمن على الشراب...
و في نهاية الأمر انا ما يهمنيش فيهم يسكرو و الا يشعلو, المهم مانخرجوش على الحد الادنى من الاحترام و نحافظو على الحد الادنى من المستوى "التدويني" , موش يجي واحد يحل مدونة , السلام عليكم ... انا نحب نسكر و ما نحبش تضيقوهالي و الدين متاعكم هذا دين كعبة لا على خاطر يأمر بشرب البول و مفاخذة القاصر, و يكبّش (كي محيط قرقنة) في القلم هذا, و مع شوية تصفيق منا و منا و "يعطيك الصحة" و" يرحم والديك " يزيد يغلط في روحو و يولي عيرود اللي يكلمو يوحل فيه.
المجموعة الثانية اللي نحب نحكي عليها هي في العموم مجموعة بعيدة ياسر على المجموعة الأولى , من جميع النواحي, الا انها كيف كيف , شادة في قلم واحد زادة.
هاذم يحبو يحولو الفضاء التدويني الى نادي (ملتقى) للي ما يمثلوش المجتمع (و ربما ما يمثّلوا كان ارواحهم) , و فرحو كيف لقاو بعضهم و تقابلو افتراضيا ,و خذاو الثقة في افكارهم و تصوروا أرواحهم قادرين (بكمشة تدوينات) باش يحققو افتراضيا الاحلام (الاوهام) الايديولوجية لاللي طالما حلموا بيها ...المجموعة هاذي ما نجّم نوصفهم كان بالأيتام ...كيما هاك الوليدات اللي خلاوهم والديهم في الغابة, و هربو عليهم , قعدو "لا دار و لا دوار" , لا اصل لا مفصل , لا ساس لا مرجعيات ... ناس -في 2008 - تحكي بالكومنتارن و الكوميكون و الرفيق و الرفيقة و الله يرحم خروتشيف.... و من بعد يسبو السلفية...
و البلوقوسفير التونسي (نسخة 2008) تحول الى "ملجأ" لأفكار عفى عليها الزمن, و "أرشيف" لنظريات فقدت المصداقية متاعها منذ سنوات و تعفست كل مرجعياتها الايديولوجية تحت الساقين ... و مرتع لقطعان الرعاع ... نتاج العولمة و ثمرة حرب الارهاب ... ...
حاصيلو حال و احوال , و ربي يهدي ...
و اللي يحب يسكر يسكر و اللي يحب يصلي يصلي و اللي يحب يمشي على راسو ... حر في فكرو...الفائدة في الاحترام...
و للناس الكل نهدي غناية جيفرسون اربلاين اللي تعبّر اكثر مني على الحالة هاذي