اللي حرق صحّا ليه...و اللي م نجّمش يحرق مرحبا بيه. نحن لم ننتظر اربعطاش جانفي

vendredi 25 décembre 2009

هتلر المانيا و هتلرات العالم الثالث


عيدي امين كان يحبّ يقعد فوق اكتاف رجال الاعمال الغربيين

البارح تفرجت في فيلم بريطاني (حائز على جوائز الاوسكار) اسمو "آخر ملوك سكوتلندا" يصوّر بعض مراحل فترة حكم عيدي أمين الدكتاتور اللي حكم اوغندا في السبعينات. فيلم يصوّر فضاعة الاستعمار الاوروبي و الاستغلال الرهيب اللي تعرضتلو شعوب افريقيا ، و التدخل الواضح في شؤونها الداخلية حتى بعد استقلالها.
قعدت اثار الاستعمار و ما تغيّر كان الوجه الخارجي للاستعمار و في عوض صورة المعمر الاوروبي المغرور المتحكم في مصير الاف العمال المحليين اللي يخدمو لفائدتو ، جات صورة جديدة لزعامات و قيادات محلية مختلفة من حيث المظهر الخارجي على المستعمر الأبيض و مختلفة كذلك فيما بينها من حيث التوجّه و الانتماء و الخلفيات الا انّها تقوم بنفس الدّور اللي كان يقوم بيه الاجنبي وهو استغلال ابناء البلد لاستخراج ثروات البلد و ارسالها للخارج و العيش بما تبقى عيشة الملوك و الاباطرة ...

انا نتفرّج في الفيلم (خاصة المشهد اللي يقوم فيه الجيش الاوغندي بتجميع المهاجرين الاسياويين و ترحيلهم من البلاد بالقوة ) و جاء قدامي هتلر و عشرات الصور (الوثائقية) متاع جنود الـ "آس آس" يخرّجوا في الالاف من المدنيين الغربيين من ديارهم و من بعد يتم ترحيلهم للمعسكرات في شرق اوروبا ، و صورة الملايين من الأسرى السوفيات اللي كانو يخدمو في المصانع و الشوانط متاع الانشاءات العملاقة متاع الرايخ الثالث.
نفس الروح ، نفس الفكرة، نفس الغرور ، مافماش فرق بين هتلر متاع الأربعينات و دكتاتور اوغندا متاع السبعينات، ماريتش حتى فرق. و مانعرفش علاش هيتلر تحمّل وحدو صورة الدكتاتور الدموي و خذا (العلامة التجارية) متاع مرتكب المجازر الافظع عبر التاريخ ، في حين انو اشخاص كيما عيدي الامين و موبوتو سيسيكو متاع الكونغو- زائير و بوكاسا متاع افريقيا الوسطى و جعفر النميري متاع السودان و حتى جيراننا الاقرب كيما الريّس حسني و الاخ قائد الثورة ، ما يبعدوش برشة على هيتلر ، و الله اعلم شنوة كان يصير في العالم لوكان توفّرلهم جزء بسيط من القدرات التصنيعية و التكنولوجية الالمانية و كانت عند شعوبهم نسبة كافية من الروح القتالية و الانضباط و الالتزام متاع الالمان.
هيتلر المسكين لوكان عاش لوقتنا الحالي ، راهو بهت في المصايب الآدمية متاع قيادات العالم الثالث ، ومن الاكيد انو يطالب باعادة الاعتبار لـنفسه و شخصه ، لانو يعتبر ملايكة مقارنة بالهيتلارات اللي عاشت و حكمت و مازالت تحكم ،و ارتكبت و مازالت ترتكب المجازر و الجرائم ضدّ الانسانية. الفهرر على الاقلّ كان مقتنع انّو الحروبات و المشاكل اللي تسبب فيها الكل كانت لمصلحة المانيا ، و حتّى في نهاية الحرب و رغم الهزيمة و رغم التقسيم ،خرجت المانيا بتسويّة (ايجابية) خلات المانيا تنهض من جديد و تعاود ترجع في ظرف سنوات و تفرض نفسها كقوة عظمى عالمية و قاطرة اقتصادية لأوروبا الموحّدة.
أما هيتلارات القزوردي (اي البوذرّوح) متاع شعوب الساحل و الصحراء و الشمال ، فارتكبت المجازر و افضع الجرائم وهي تعرف انّها تخدم في مصالح مستعمر الامس اللي تحوّل بقدرة قادر إلى (شريك) اقتصادي بلغة القرن الـ21.

Aucun commentaire:

Powered By Blogger