لقطة "على الطّاير":و انا نكتب في التدوينة لاحظت تنبيه من إدارة القوقل , يعلم مستعملي خدمة "بلوغر" بتوقّف السرفر بغرض الصيانة , انا الحقيقة توقّعت انو الحكاية كبيرة و باش تطوّل برشة كيما عمليات الصّيانة في شركة التيليكوم متاعنا و شركة التوبنات و ديار الماء و الضو و بلدياتنا (المصونة) و ادارات التجهيز و الأوناس, اللي ما يعلموا المواطن كان بعد فوات الاوان و ما يخسرو عليه كان اعلام في البلاغات المحلّية و الا في زاوية منسيّة في بعض الصحف المنفــّـرة للقراء.و الاكيد انو نسبة كبيرة من الشعب الكريم مرّت بالتجربة (المريرة) متاع انقطاع الماء على الصباح و التجربة الهايلة متاع التعايش (السلمي) مع بالوعة الاوناس المفتوحة لمدة اسابيع او اشهر و تجارب اخرى كثيرة (في متناول المواطن البسيط) من اهداء مزودي الخدمات الاساسية في بلادنا.
نرجع للقوقل , مبعد ما ثبتت في تفاصيل التنبيه نلقى انهم باش يوقّفو الخدمة لمدة 10 دقائق...اي درجين بالعربي الفصيح ...يا والله احوال
ضحكت...بالحق ضحكت...على السخافة متاع مسؤولي القوقل ...و قلة همّتهم ... و تعلقهم بالجزئيات التافهة ...درجين عامليلها قاوق؟؟ و عرعور ؟؟ و إعلام و تنبيه و تحديد الخط الزمني حسب توقيت الباسيفيك...تي لوكان جاو ياخذو في الفلوس مني و من جموع المدونين على الاقل نعذرهم (صحيح هوما يصوّرو في الفلوس لكن بطرق اخرى) ...و عندنا ...في الستاق مثلا , ياخذو في الفلوس مباشرة (نقدا) اللي ندفعوها حسب فاتورات (الله اعلم صحيحة و الا غالطة) و نشدّوا الصف باش نخلّصوها و هوما ما يعطيوش لا قدر لا قيمة للمستهلك , و ساعة ساعة يعدّيولك عشوية عربي ( بدون استعمال المعدّات الكهربائية) قال شنوة ... الطّقس, سوء الأحوال الجوّية...زعمة زعمة طقسنا اردأ من طقس اوروبا و امريكا و شرقي آسيا
حصيلو ربّي يهديهم ويهدينا و يعاون شباب القوقل و يحميهم من طقس بلادنا الرديء المسبّب لداء (متلازمة) الرّداءة و الخدمات السيّئة.
***************************
نمرّ للموضوع الرئيسي للتدوينة وهو موضوع القرصنة ,
الناس الكل تحكي على القرصنة و القراصنة , و تحوّل القراصنة الى نجوم نشرات الاخبار على الجزيـــرة و الاورونيوز , و في الاثناء انتقل نجوم الشبّاك المعروفين كيما بن لادن و الظواهري و الملى عمر (و مؤخّرا عمر البشير) الى نجوم الصفّ الثاني و انتهت الموضة متاعهم...
و بعد صيد الارهابيين ولات الموضة الجديدة هي صيد القراصنة في سواحل اليمن و القرن الافريقي . و في نفس السياق تم تشكيل تحالف دولي (فيه الصين و اليابان و كوريا و امريكا و فرانسا و روسيا و الهند) تم من خلاله ارسال عديد البوارج و المدمّرات و طيارات الهيليكوبتر و الغوّاصات (و توابعها من الاقمار الصناعية و اجهزة الرصد و الرادار) للحفاظ على سلامة الملاحة في المنطقة .
علاش هذا الكل ؟؟؟
للقبض على كمشة شباب (مراهقين في معظمهم) بعمرهم لا دخلوا الاكاديميات البحرية و عمرهم ما دخلوا المكتب من اساسه
ذنبهم الوحيد انهم ولدوا في بلاد تحكمها الحرب الاهلية و تدعم اطراف الصراع فيها اطراف خارجية (منذ الحرب الباردة الى اليوم)
زعمة لوكان لقاو ما ياكلو في بلادهم يقبلو الخطر و المجازفة ؟؟ زعمة لوكان لقاو في بلادهم الخدمة و الأمن والأمان (و الماء الصالح للشراب) يقبلوا يولّيوا باندية اعالي البحار ؟؟؟ زعمة الحكاية الكل رغبة في المغامرة ؟؟ كيما الافلام الامريكية ؟؟؟
لكن شكون قال اللي شباب الصومال يعرف افلام قراصنة الكاراييب و إلا سمع بجوني داب من اصله ؟؟
فأنا كمواطن من أرض الـ "كل شيء لاباس" نساند و ندعم و نشدّ على أيدي الشباب الصومالي و ماذابيا تتواصل العمليات متاعهم بمزيد التوفيق و النجاح (طالما ما تتعرّضش للفلايك متاع حرّاقة شمال افريقيا و خاصّة حرّاقة قابس و جرجيس)
و نحب بالمناسبة نرجع شوية للتاريخ , فالمعروف ان القرصنة ظهرت في عصر الاكتشافات الكبرى و البعثات البحرية العظيمة متاع اسبانيا و هولندا و البرتغال و من بعد فرانسا و بريطانيا , و كان مجال نشاطهم الرئيسي في بحار العالم الجديد و جزر الهند الغربية ...
الا انو الحقيقة مختلفة تماما, و اللي ريناه في الصور المتحرّكة و القبطان الاعرج اللي حاطط ببغاء على كتفو (القبطان سيلفر في قصة جزيرة الكنز) و براميل الروم و الفولارة و العلم الابيض و الاسود و الخناجر و بنادق البارود و كنز القرصان (فلينت) المفقود و الحروبات على خريطة الكنز كلّها سينما في حيط , وهي فعلا كذلك لانها من الاساطير الهوليودية اللي شربها الرأي العام و قبلها على نطاق واسع.
فالقرصنة يا سيدي بن سيدي , هي ظاهرة عربية بالاساس مغاربية تحديدا , و جدودنا الاوائل (كانو ينعتون بالسارازان منعرفش علاش) كانو يملكون نيس و مرسيليا و نابولي و جزر سردانيا و صقلية , و منها كانو يبعثون السفن لشن الزيارات الفجئية على كافة الجنوب الاوروبي ... و كانوا (عكسنا احنا في هذه الأيام) يدخلون روما و البندقية و جنوة وقت اللي يحبّوا (بدون استئذان ) و ياخذو منها اللي يعجبهم و اللي ينجمو يهزوه و يرجعوا لقواعدهم سالمين (من غير لا معتقلات لا حجز لا مراكز تجميع المهاجرين لا صف على الفيزا لا بطاطا), فجدودنا كانو عايشين فيها بالضبط و كانو في نواحي كثيرة خير منا احنا في عصر الانترنات و الساتيليت وصحيفة الحرّية و قناة تونس سبعة الفضائية .
في فترة موالية تحوّلت الغارات(الزيارات الفجئية) لأعمال قرصنة بالمفهوم المتعارف عليه , و من سواحل تونس و الجزائر و المغرب كانت السفن تنطلق (بموافقة الحكومات في ذالك الوقت) لاصطياد السفن الاوروبية و تحويل وجهتها و أسر من فيها و العودة بهم غنائم حرب لبيعهم في الاسواق .
و كانت الحكومات في ذلك الوقت تدعم النشاط هذا و تعوّل عليه كـمورد ثابت من موارد الدولة , عكس حكومات الزمن الاغبر اللي تعاقب كل من يحاول اجتياز الحدود خلسة بالحبس و الخطية , رغم انو (اذا سلّكها و وصل لبر ّ الامان) ينجّم يولّي من عمّالنا بالخارج و يبعث ماندات الوستارن يونيون المحملة بالدوفيز لارض الوطن , و ممكن ياسر يهزّ معاه اقاربو و اولاد حومتو و يساهم بذلك في مجهودات الدولة للحدّ من البطالة ... و ما يخفاكمش ان منافع نشاط الحرقة و دورها في النهوض باقتصاديات الدول الناشئة و اهمّية غض الطرف عنه اكثر من مضارّه ...اما هات شكون يفهمك.
نرجع للقرن 17 و 18 , قلت اللي اساطيل كافة الدول الاوروبية كانت في مرمى مدافع "قراصنة البربر" **(هكة كانوا يسمّيونا ), فرانسا بريطانيا العظمى و اساطيل الامارات الايطالية .
الا ان الدّولة الوحيدة اللي قررت شن الحرب على البلاد المغاربية هي الولايات المتحدة الامريكية, رغم كونها كانت (غير مصنّفة في ترتيب القوى العظمى) و رغم كون امريكان الوقت هذاكة كانو زواولة (اي جبورة بمقاييس العصر الحالي) و يفتقدوا القوة الكافية لشن معركة من النوع هذا , الا انو النزعة العدوانية متاعهم كانت دائما موجودة و هي اللي خلاتهم يعملوا العملة الكلبة هاذي.
ففي 1800 و الا 1801 قررو الامريكان باش يتوقّفوا على دفع الجزية للبلاد المغاربية و اعلنو الحرب .
و بعد خمسة سنوات من
الحرب , كلات امريكا على راسها , عكس ماهو مدوّن في الويكيبيديا اللي على ما يبدو تقيس على حروب العراق و افغانستان باش تقيّم الخسائر , (قالّك امريكا خسرت زوز بوارج حربية و ما فمّة كان زوز مارينز قتلى ) كي العادة .. .
يا حسرة يا زمان ... منين كنا رجال ... منين كانت امريكا تقرأ الف حساب للعريبة , قراصنة الامس -حرّاقة اليوم, و ما تتعدّى السفن متاعها كان بموافقة داي الجزائر و باي تونس و الوالي العثماني في طرابلس ,يا حسرة منين كانت تدفع الفلوس باش البحرية متاعنا ما تتعرّضش للسفن متاعها , ايييه يا حسرة ...
و اليوم ... دار الزمان (من بعد طول العشرة) ... كيما تشوفو, و كل يد شدّت اختها ... اللي حجّ حجّ و اللي عوّق عوّق ...
و احنا فين و امريكا فين...
**يسمّوننا "سارازان "و من بعد" بربر" و توة يحبّونا نعملوا معاهم شراكة ...و نعملوا اتحاد متوسّطي
ps:
الصورة في التدوينة الفارطة هي من مجوعة على الفايسبوك تمجّد الانتماء الساحلي و تعدد محاسن هذا الانتماء بطريقة لا توحي بان المقصود هو فريق النجم الرياضي الساحلي..
و الاكيد انو باش نعاود نرجع للجهوية في تدوينة مستفيضة حول الموضوع