مرت السلطان: "قوم شيري يزيك مالنوم ... راهم جاو..."
السلطان (يحل في عينيه بالسيف ):" آآآآه , ياخي قداش الوقت طوة, ملاّ عباد ما يعرفوش أداب الزيارة, برّة كلّم الوزير يتفاهم معاهم..."
مرت السلطان: "يا سيدي هاذم الشرّاية , جاو و جايبين معاهم شكاير الفلوس..."
السّلطان : "أبّاي ...شكاير ؟؟ شرّاية الفلوس ؟؟ "
(ياقف عريان فوق الجرّاية)"أيّا حضّرلي حوايجي"
(ينقّز كيما جاباتو أمو و يجري للحمام الملكي...يعمل دوش كيف ما جاء ...اللحية ؟؟ خلّي غدوة نحجّموها ..ميسالش لوك جديد...
ممثل الجماعة:" مالا قتلي عندكم حاجات للبيع ؟؟"
السلطان: "اينعم و حاجات لوكس زادة ... ديوان البريد و الحمام الزاجل , ديوان البنّائين و المرمّة بما فيه دور صناعة السيمان و الكنتول, ديوان الذهب و الصرافة و رهن و ايجار الاموال, ديوان الحانات و الخانات من ذوات النّجوم و ديوان الزيوت و العصائرو الخمور و التمور و مفاجآت اخرى للبيع بالجملة."
أحد التجّار العرب : "يا طويل العمر هذا شيء كبير, تبارك الله على هذه الارض و اهلها , و الله نحن لسنا براغبين في كل هاته الدواوين و لكننا قوم كثيرو الاسفار و الترحال , فهات اعطنا خانات المملكة نبذل لكم فيها المال الكثير و نجعل منها جنات نعيم يقيم فيها السعداء و المحظوظون منا و منكم و يكون فيها لهو و لغو كثير و مسابح و حمامات و مراكض للخيل و اماكن للرقص و الفجور و شرب الـ سلتيا و الخمور..."
(يقصّ عليه تاجر من الروم) " و لكم يا اخي ان ندخل فيها صنعتنا في لعب الميسر و القمار ما يفلّس الخلق و المسافرين حتى تصبح هذه الارض قبلة اللاعبين و جنة المقامرين و تسمى نيو فيقاس تيمّنا بـ لاس فيقاس ."
السلطان : (يفرك يديه ) " تفاهمنا, لكم ما طلبتم و قد زدتكم عليها ديوان الكتاتيب و ديوان المشافي و الكرنطينة ... ; و عليكم بالحذر منهم فهم قوم بهت قليلو الهمة ناكرون للجميل فعليكم بالعصا معهم و يا ربّي تسلكوها ".
تاجر من الفرنجة: "أما نحن فقد قبلنا منك البقية على ان تزيدنا ديوان الشرط و الحرس و عسس الاسواق و ديوان الجيش و الحرب و الثغور و لن ترى منا باذن الرب الا ما تحب و ترتضي, و للرعية ما تريد من السّيمان و الياجور و النفط و البترول و كوارط الشحن بالمجان و دقائق و ساعات و مراسلات يهدرون بها اعمارهم و يكون ذلك لك انفع من اقامة الشرط و العسس و السجون".
السلطان (يخمم ... ديوان الشّرط , لا مستحيل يدبروا على ارواحهم , بالحرام الا ما نطير في 24 ساعة) : " ايها السّادة ديوان الشرطة و الحرب ليس للبيع او التجارة و لكني احلّكم محلّه طرق البلاد و مسالكها و مطاراتها و مرافئها فاصنعو بها ما تحبون و اجمعو من ريعها على قدر ما تستطيعون و انصبو فيها جامعي الاتاوة فذلك خير لكم من هرج الجند و نزقهم و نكد العساكر و خطرهم ..."
التجار (بصوت واحد) : اتفقنا اذن .
السلطان : هلمو لقراءة الفاتحة..
(بعد دقائق)
يدخل الكتبة و المحامون بمحافظهم الضخمة و يخرجون منها عقودا و عهودا و مواثيق و فواتير , يعطونها تباعا للسلطان اللي قاعد يختم و يمضي و يبصم و يزغرد في قلبو من الفرحة.
مشات الجماعة على ارواحهم و دخل السلطان يدز في شكاير الفلوس لبيت النوم ,
يدز الباب و يصفق بايديه "يا مرا ... عيّطلهم خلي نقسمو"
ثم يفرت اكياس المال في انحاء الغرفة و يبدا بالقفز و التنقيز فوق الفرش كيما الغشير الصغير
و يرمي بالقطع الذهبية على راسو و على اثاث الغرفة و يغني:
"دورو بيّا دورو بيّا .... عندي الحلوى و الشّامية "
ة