فعل المبايعة في العربية فعل أصيل و عريق عراقة هذه الأمّــة البيّوعة البائعة عرضها للقاصي و الدّاني...فالبيعة تعود لفعل البيع , فنقول باع يبيعُ بيعــًا و "بيعة" و نقول ايضا باع بشطر السّوم اي باع بالخسارة و عمل بروموسيون بلغة السوق ،أو باع (سيّارة زوجته) أي عاقبها عقابا شديدا و نكّل بها تنكيلا منكرا (و العياذ بالله). و من فعل البيع نقول كذلك البْيوع فتسمع التجار في شمال البلاد و جنوبها يرددّون "ماثمّاش بْيوع" اي أنّ التجارة كسدت و بارت و ضاقت سبلها .
كما كانت العرب قديما تستعمل فعل المبايعة من بايعَ يبايعُ أي عاهد و بارك و أقسم يمين الولاء (الدّائم) و ناشده و كبّش فيه حتى يبقى مكانه الى يوم الدّين.
و منها بيعة الرضوان "...إذ يبايعونك تحت الشّجرة فعلم ما في قلوبهم ..." اذ عاهد القوم رسولهم على الدفاع على الإسلام و نصرته حتى تعلو رايته في الأرض. و بيعة شيوخ العروش و قبائل العربان لعلي بن غذاهم ثائر ماجر و فارسهم لإسقاط الحكومة و التخلص من جور الباي و ظلمه ...قبل ان يدورو في الحياصة و يتركوه في نفر قليل حتى تمكن منه الباي و اخمد الثورة.
و نقول ايضا في نفس السياق ابتاع اي اشترى (اكثر من حاجته) و ترك في كارفور ما أمامه و ما وراءه ، و باع نفسه بثمن بخس فتحوّل الى سلعة لها ثمنها في السوق فهو بائع و مباعٌ في نفس الوقت ، و بيّوع.
و من المصطلحات التي يستعملها اهالي بلاد الكنتول في حياتهم اليوميّة كلمة تحمل اعمق المعاني و يندر ان توجد كلمة لها نفس الثراء و العمق و الدقّة في النعت و الوصف وهي الـ بـِـيعة. وهي تستعمل دلالة على المشاكل و المعضلات التي يكون سببها السّلع (البائتة) من الناس، و مما يروى ان اعرابيا من المطلوبين (الروشارشي) وقع في يد الأمير و أمر بضرب عنقه فضرب كفّا بكفّ و قال "مــلاّ بِيعة ..." أي ملاّ حصْلة و الحصْـلة كما يصفها صاحب لسان العرب هي "الوقعة السوداء" التي لا فكاك منها.
و تسمع احيانا سائق سيّارة التاكسي عندما يغرق في جحيم السيركولاسيون في غرغور القايلة يقول "ملاّ بِيعة..." أي "ملا وحلة" و "ملاّ بنقة" و ماهذا المأزق الذي لا ارى منه مخرجا.
وعندما يكون المدرّس مستغرقا في الدرس (و جايب ماعندو) و يسمع احد التلاميذ الملاعين ينشد اغنية الفيراج "زادمين ...زادمين..."فلا يملك الا ان يرمي الطباشير من يده و يشعل سيجارة خارج القسم مرددا "ملاّ بِيعة "اي "ملا كورة اش عملت فينا" وهي تعني ايضا بلغة المثقفين "ماهذا الدمار يا الاهي".
و نصل في النهاية للبَيْعة اي العهد و الميثاق و الولاء الدائم لأولي الامر وهي بِيعة مولّية" اي تمشي الى الخلف باضطراد ...وهي انواع :
فثمة من يحبّ بَيْعة واحدة...مدى الحياة ، اي ان تبيعه الناس انفسها دفعة واحدة إلى أجل غير مسمّى.
و هناك من يحبّ التكرار و الاجترار و تفصيل التفاصيل على مقاسات و اوزان و احجام البيّوعة من ذوي الشأن في البلاد.
فيبتاع رضى الناس بالتقسيط المريح...و يجدد البيعة بالزازة و العرعور كل بضعة سنوات ...و يهلّ هلال هالة الركبي بلسانها المشقوق. فتمجّد الارقام و تعدّها و تعددها و تحصيها ملايين و دنانير و ملاليم...وهي بذلك تحثّ الناس على البيْعة.
و للبيّوعة (كما ورد في كتاب العبر لابن خلدون) مقاسات و أطوال و أوزان...فثمّة القصير القريب من الأرض اللذي لا خوف منه و لاهم يحزنون...و ثمّة الأخرس الذي قطع لسانه و اجم نفسه بيده ، فهو يرى العوج بعينه و لكنّه لا ينطق و لا يتكلم و لا يقول 'هنا بئر" الا بعد ان تقع الفاس في الرأس ، وهو ايضا مأمون الجانب لا خوف منه ولا خطر.
و ثمة الصنف الاخير من البيّوعة وهو صنف الحلزون و دود الارض ، العاجز ، الملقى تحت الأقدام و على الأرصفة ، فهو عاجز لا يردّ البلاء عن نفسه و لا عن غيره، فهو مهضوم الجانب ابدا ، غير مهاب لا من الصغير لا من الكبير، و يعزى بقاؤه الى حدّ اليوم (على قيد الحياة) لصحّة الرقعة و شدّة صحّة العين و الوقاحة.
اما اوزانهم (جميعا) فهي اخفّ من وزن الريشة ، و اقل شانا من ذلك بكثير ، وهم "يميحون" مع الأرياح و مع كل هبّة نسيم ، فلا جدوى منهم و لا خير يرجى منهم و لا من اتباعهم و مأجوريهم .
نجّانا الله و إياكم من شرّ البيعة و البيّوعة و السلام
كما كانت العرب قديما تستعمل فعل المبايعة من بايعَ يبايعُ أي عاهد و بارك و أقسم يمين الولاء (الدّائم) و ناشده و كبّش فيه حتى يبقى مكانه الى يوم الدّين.
و منها بيعة الرضوان "...إذ يبايعونك تحت الشّجرة فعلم ما في قلوبهم ..." اذ عاهد القوم رسولهم على الدفاع على الإسلام و نصرته حتى تعلو رايته في الأرض. و بيعة شيوخ العروش و قبائل العربان لعلي بن غذاهم ثائر ماجر و فارسهم لإسقاط الحكومة و التخلص من جور الباي و ظلمه ...قبل ان يدورو في الحياصة و يتركوه في نفر قليل حتى تمكن منه الباي و اخمد الثورة.
و نقول ايضا في نفس السياق ابتاع اي اشترى (اكثر من حاجته) و ترك في كارفور ما أمامه و ما وراءه ، و باع نفسه بثمن بخس فتحوّل الى سلعة لها ثمنها في السوق فهو بائع و مباعٌ في نفس الوقت ، و بيّوع.
و من المصطلحات التي يستعملها اهالي بلاد الكنتول في حياتهم اليوميّة كلمة تحمل اعمق المعاني و يندر ان توجد كلمة لها نفس الثراء و العمق و الدقّة في النعت و الوصف وهي الـ بـِـيعة. وهي تستعمل دلالة على المشاكل و المعضلات التي يكون سببها السّلع (البائتة) من الناس، و مما يروى ان اعرابيا من المطلوبين (الروشارشي) وقع في يد الأمير و أمر بضرب عنقه فضرب كفّا بكفّ و قال "مــلاّ بِيعة ..." أي ملاّ حصْلة و الحصْـلة كما يصفها صاحب لسان العرب هي "الوقعة السوداء" التي لا فكاك منها.
و تسمع احيانا سائق سيّارة التاكسي عندما يغرق في جحيم السيركولاسيون في غرغور القايلة يقول "ملاّ بِيعة..." أي "ملا وحلة" و "ملاّ بنقة" و ماهذا المأزق الذي لا ارى منه مخرجا.
وعندما يكون المدرّس مستغرقا في الدرس (و جايب ماعندو) و يسمع احد التلاميذ الملاعين ينشد اغنية الفيراج "زادمين ...زادمين..."فلا يملك الا ان يرمي الطباشير من يده و يشعل سيجارة خارج القسم مرددا "ملاّ بِيعة "اي "ملا كورة اش عملت فينا" وهي تعني ايضا بلغة المثقفين "ماهذا الدمار يا الاهي".
و نصل في النهاية للبَيْعة اي العهد و الميثاق و الولاء الدائم لأولي الامر وهي بِيعة مولّية" اي تمشي الى الخلف باضطراد ...وهي انواع :
فثمة من يحبّ بَيْعة واحدة...مدى الحياة ، اي ان تبيعه الناس انفسها دفعة واحدة إلى أجل غير مسمّى.
و هناك من يحبّ التكرار و الاجترار و تفصيل التفاصيل على مقاسات و اوزان و احجام البيّوعة من ذوي الشأن في البلاد.
فيبتاع رضى الناس بالتقسيط المريح...و يجدد البيعة بالزازة و العرعور كل بضعة سنوات ...و يهلّ هلال هالة الركبي بلسانها المشقوق. فتمجّد الارقام و تعدّها و تعددها و تحصيها ملايين و دنانير و ملاليم...وهي بذلك تحثّ الناس على البيْعة.
و للبيّوعة (كما ورد في كتاب العبر لابن خلدون) مقاسات و أطوال و أوزان...فثمّة القصير القريب من الأرض اللذي لا خوف منه و لاهم يحزنون...و ثمّة الأخرس الذي قطع لسانه و اجم نفسه بيده ، فهو يرى العوج بعينه و لكنّه لا ينطق و لا يتكلم و لا يقول 'هنا بئر" الا بعد ان تقع الفاس في الرأس ، وهو ايضا مأمون الجانب لا خوف منه ولا خطر.
و ثمة الصنف الاخير من البيّوعة وهو صنف الحلزون و دود الارض ، العاجز ، الملقى تحت الأقدام و على الأرصفة ، فهو عاجز لا يردّ البلاء عن نفسه و لا عن غيره، فهو مهضوم الجانب ابدا ، غير مهاب لا من الصغير لا من الكبير، و يعزى بقاؤه الى حدّ اليوم (على قيد الحياة) لصحّة الرقعة و شدّة صحّة العين و الوقاحة.
اما اوزانهم (جميعا) فهي اخفّ من وزن الريشة ، و اقل شانا من ذلك بكثير ، وهم "يميحون" مع الأرياح و مع كل هبّة نسيم ، فلا جدوى منهم و لا خير يرجى منهم و لا من اتباعهم و مأجوريهم .
نجّانا الله و إياكم من شرّ البيعة و البيّوعة و السلام
4 commentaires:
ثمة زادة بياعة الفول ... و بياع القرد ... و ثمة اللي يبيع صبة و الللي يبيع حكك و اللي يٌباع و يبعع
Clando,
ti hak fi fourma hal layamet :)))
pourvu que ça dure...
Merci ya clando ...nchallah dima lafkar 8abta 3lik (plz visit my blog :clandestinou.blogspot.com)
why not:)
Enregistrer un commentaire