خلال الأيام الأخيرة أتحفنا صديقنا القوفرنور (وعدد من الأصدقاء طارق، عمروش و بدر الدين ) بمجموعة من الأفلام (هي الحقيقة مقاطع من أفلام) متميّزة فيما يشبه السينيكلوب الافتراضي. الشيء اللي رجّع النفحة و الغرام بالسينما (الحلوّة) .
فتذكرت كتاب الصديق إسماعيل (وهو كذلك سينمائي و مؤسس نادي السينما سينيفيس Cinéfils في قاعة الحمراء ) اللي كتبو اواخر سنة 2008 و عنوانو Cinema en Tunisie و ما اتيحتلي الفرصة باش نقراه كان في الفترة الاخيرة . و حبّيت نحكي عليه في المدونة باش نقدّمو للأخيّان القرّاء و كذلك للأصدقاء في نادينا (البسيط) للسينما على الفايسبوك.
كتاب السينما في تونس Cinéma en Tunisie هو حسب المؤلّف محاولة للبحث عن إجابات حول واقع السينما في تونس من خلال الموسم السينمائي 2007/2008 و اعتماد الانتاجات السينمائية متاع الموسم هذا كـ "منظار " ينظر من خلاله للسينما التونسية و تاريخها و يأسس من خلاله للدراسات القادمة اللي باش يقوم بها في نفس الموضوع. مثلا فيلم المنصف كحلوشة متاع نجيب بالقاضي يقدمو إسماعيل في سياق الحديث عن السينما الوثائقية في تونس و التجارب التونسية في هذا النوع من الأفلام (رغم أنو في نهاية الأمر يخلص بالقول انو "المنصف كحلوشة " ماهوش فيلم وثائقي ..)
و هذا موقف يتحسب للمؤلف كعديد المواقف الصريحة الأخرى حول عديد الأفلام الأخرى و خاصة موقفو من فيلم "آخر فيلم" متاع النوري بوزيد و الطرح البسيط متاعو لقضية التطرف الديني و موضوع الإرهاب و التمثيلية الساذجة و السخيفة لمقاطع المايكينغ اوفف (هاذية قلتها انا موش اسماعيل) اللي يعتبر انّها لا تستجيب لشروط هذا النوع من المشاهد اللي يلزم تكون "عفوية" و يقوم باخراجها حدّ آخر غير مخرج الفيلم بنفسو ... و فمة زادة في الكتاب برشة مواقف أخرين تعبّر حقيقة على واقع السينما و تحط الامور في بلاصتها ، فالصحافة و البرامج التافهة متاع تونس سبعة و الجوائز متاع مهرجان قرطاج ما تنجمش تخبي الواقع الأزمة اللي يمر بيه الفنّ السابع في بلادنا، و إسماعيل قال في الكتاب اللي يلزم يتقال و اللي (واحد من ناس) و العديد من محبي السينما و متتبعي السينما في بلادنا حبّوه يتقال و يوصل .
فـالأكيد كذلك انو اسماعيل في الكتاب المذكور اختار ثنيتو و طريقو ، طريق "النضال الثقافي militantisme culturel " على حد تعبيرو ، اي السباحة عكس التيّار و اثارة المواضيع اللي يخاف منها الجميع و بصراحة لقيت جرأة كبيرة بعمري ما ريتها قبل في كتاب تونسي مرخّص له و تم نشرو في تونس، يقول في الصفحة 107 (في سياق الحديث على لجوء المثليين لقاعات السينما للهروب من رفض المجتمع و لإيجاد فضاء بعيد على "العينين" ينجمو ياخذو فيه راحتهم ):
« Orwell a démontré depuis longtemps que tout système fasciste tends à annihiler la charge libidinale vitale et le désir sexuel libérateur en chacun »
و يقول كذلك في الصفحة 109 في نفس السياق :
« Les cités dortoirs que des émirs du golf nous préparent à grands coups de milliards de dollars n’ont rien à envier au totalitarisme et au fascisme de cités décrites dans certains romans ou films de science fiction, elles ne s’en distinguent que par la luxure, la vanité, l’indécence et la vulgarité. Dans ces cités dortoirs la pensée, l’art et la culture, c'est-à-dire la liberté, sont impérativement, systématiquement et organiquement exclus (pour ne pas dire interdits) au profit du divertissement, l’argent et l’absence (c'est-à-dire l’aliénation).
و المقصود بالنظام الفاشي واضح و لا يحتاج لتفسير، و ما يخفاش كذلك النقد اللاذع و الصريح للخيارات الرسمية و التوجهات المستقبلية للبلاد.
في اخر الكتاب يقدم إسماعيل نظرتو لمستقبل الفضاءات السينمائية في فقرة بعنوان "المواخيرbordels "، فيقول انو في أوائل القرن العشرين كانت بعض دور الدعارة في أوروبا تعرض مشاهد جنسية لإثارة الحرفاء (و شحذ الهمم متاعهم) و اللي تحول فيما بعد لسينما البورنوغرافيا ، في حين انو توة في القرن 21 (بعد ميات سنة) تحوّلت قاعات السينما في بلادنا (أو ما تبقّى منها) لفضاءات تستقطب العشاق والمحبّين و الباحثين عن اللذّة ، حيث انو في القاعات الشبه خالية تطوّر قطاع الخدمات الجنسية (بالتعاون مع مضيّفات الاستقبال في القاعات) و يكفي انك تدفع حق تذكرة السينما و فوقها 5 و الا عشرة الاف و تستمتع بزوز فنون في نفس الوقت ، الفنّ الأصلي الأصيل (الصّحيح) و الفن السابع. .. و لو انو إسماعيل لهنا عندو نظرة خاصة للموضوع حيث يعتبر انو الجنس بمقابل مادّي و الجنس مقابل وعود (زائفة) بالزواج هو نفس الشيء و يستغرب هروب الفئة الاولى (المحبين ) من القاعات مع ازدهار الخدمات المدفوعة الأجر. و يخرج في نهاية الأمر بخلاصة أن الأوضاع انقلبت من أوائل القرن العشرين وقت اللي كانت دور الدعارة تستعمل السينما لجلب الحرفاء ، و أوائل القرن الـ21 في بلادنا وقت اللي ولات قاعات السينما تلجأ للدعارة للحفاظ على بقائها.
حاصيلو كتاب تحفون برشة و جريء برشة و نشجعكم باش تاخذوه و تقراوه ، و منستغربش انو ماخذاش حظو في الصحافة بمختلف انواعها للاسباب المذكورة، و من سخرية القدر انو الاذاعة التجارية الاردأ و الاتعب في البلاد هي (على حد علمي الوحيدة) اللي استدعات المؤلّف و عملتلو انترفيو على الهواء.
Ps:ماتقولوش عاد الي الكلاندستان ولى يعمل مالطبقة المثقفة و يعمل تقديمات للمؤلّفات الجديدة ، و ما تظنّوش كذلك اني خذيت فلوس مقابل التدوينة هاذي ، بالعكس حتى الكتاب شريتو (بـ10 الاف كاملين ههههه)
3 commentaires:
Une Copie Svp...
تحب نبعثلك نسخة ؟؟
ايدك على 10 الاف
هههههه
10 dollars Yizzou!!!
Mahou Isnaiil Sahbi..!!!
Enregistrer un commentaire