يا سادة يا مادة , يدلنا و يدلكم للخير و الشهادة , حديثنا ترتيب و احسنو عجيب و صلو معانا على النّبي الحبيب.(صلى الله عليه و سلم)
حكاية اليوم , حكاية قديمة تعود الى قرون عديدة , جرت احداثها في فترة ما .
بين العصرين الاموي و العباسي ....
في مكان ما .
بين بلاد الشام و العراق ....
هناك من يقول انها حدثت في بلاد افريقية او الاندلس .... قد تكون حدثت في ارياف سيدي بوزيد او جبال الكاف او على شطآن غار الملح و الرفراف ...و قد تكون هذه القصّة قد حدثت بالامس القريب او قد تكون قد عاشها احدهم هذا الصباح او ستحدث مع احدنا غدا او الاسبوع القادم.....على كل حال فالتاريخ كما يقول علماء التاريخ يعيد نفسه ...و كما يقول الكلاندستان (فيلسوف و مؤرخ ولد في تونس و لم يذهب الى مصر بل عبر العدوة شمالا الى اوروبا ثم قطع بحر الظلمات الى بر الامريكان ليمكث هناك) لا يكون التاريخ تاريخا اذا اعترف بالمكان او الزمان ...فالزمن كسيارة التاكسي يتوقّف لتركب ثم تقعد مرتاح البال ... جعلنا الله من الراكبين لا من المركوبين و جنبنا و اياكم شر القعود و الجلوس على الكوكا و الفانطا و البمبوتشا و غيرها من الكراسي و المقاعد .
يحكى ان شابا فقير الحال , لا يملك من متاع الدنيا سوى "سوريّـة " بالية و خمسة أو ستة سنوات دراسة ثانوية , ذهب مع المتطوّعة الى مدرسة الشّرطة التي اقامها الحجاج بن يوسف الثقفي جنوبي الكوفة ...
فنجح في الاختبارات و تم قبوله مع انداده و نظرائه من المعدمين و منعدمي الآفاق (أي الطايحين من السلوم حسب ما كان يقال في تلك الفترة) ليصبحوا من الحرس المستأمنين على البلاد و العباد و الاموال و الحرمات و الأعراض.
9 اشهر من التكوين المركّز و التدريب القاسي و غسيل المخ و الاكاذيب المغلّفة في مغلف الـ 400 دينار شهرية....
ثم تخرّج مع اخوانه , و ارتدوا زي الشرط ( شبيه بالسّواد الذي كان الخليفة ابو العباس يجبر انصاره على ارتداءه) وهو زي غريب مليء بالخطوط و الخيوط ... لا يسرّ لا الحبيب و لا العدو ...يبثّ الرّعب في الناظرين.
(بعد أسابيع, في احد المفترقات المهمة و البعيدة , الحرسي الجديد مع زميل له قديم في الخدمة , زروصو طايحة من الكياسات )
-اسمعني ولدي الخدمة ساهلة و صعيبة, تحب تسهّلها تسهال تحب تصعّبها تصعاب ...
- اش معناها ؟؟
-استنى لحظة اتوة نعملوا تمرين تطبيقي باش تفهم.
(في الطريق سيارة ايسيزي محملة بالماء و القازوز, الحرسي القديم يشير عليها بالتوقّف)
- السلام عليكم , الاوراق من فضلك
- (يمدلو الهوية و الرخصة و اوراق السيارة) تفضــّل.
-عندك محضر , ماكش حاطط حزام الامان.
-بالله علاش هكة بو صغيّرات و نخدم بيه البرمي علاش باش يتفكّلي..
-دبّر راسك و تحمل مسؤوليتك
-ما فمّاش حل اخر؟؟
-انا ما نقلّك و انتي ما يخفاك...
(يرجع لزميلو بزوز ستايك ماء)
-افهمتش حاجة؟
- هاني بديت نفهم ... شويّة
(و كان الامر كذلك , و بدأت الخيرات تتكدّس: قازوز ماء ياغرت شكلاطة حليب دجاج عربي دجاج حاكم شامية خضرة غلة دقلة و الكثير من الدنانير الحاملة لصورة كبير المجاهدين)
(مع منتصف النهار)
الحرسي القديم: ايا تره , وريني شنوة تعلّمت, اهو باش نبقى نتفرج من بعيد , تصرّف وحدك , توة البلاد بلادك و الكياس كياسك.
الحرسي الشاب (يستجمع شجاعتو و يتقدم لحافة الطريق , يشوف في كرهبة من النوع الالماني الفاخر - الالمان معروفون منذ قرون بسياراتهم الالمانية الفاخرة- طايرة من غير جوانح تجري 170 كيلومتر في الظل , يشاور للسائق للتوقّف)
الحرسي العجوز: (ينقز عليه , يشدو من يدو ) اشبيك يا ولدي؟؟ هذا اش قريتك؟؟ كانك جار على روحك انا بو صغار راهو
-(يشير بالتحية لسائق السيارة الطائرة اللي خزرلهم باستهزاء و تعدّى من غير ما نقص السرعة متاعو )-
اياك ثمّ اياك تكلّم مثل هذا الرجل فهؤلاء ذخر الوطن و مفخرة الأمة و لا يستقيم الامر لأولي الأمر إلا بوجودهم , و لا يجوز تعطيلهم عن مسؤولياتهم الجسام.
(بعد ان اعطاه ابجديات العمل و اساليب الاتقان و التفاني في اداء الواجب , فالحرسي القديم اوكل لزميله الصغير بمهمة مراقبة المفترق بقية اليوم على ان يعود اليه قبل انتهاء الدوام الرسمي للعودة معا , ثم قصد ربي لسوق بن قردان او الجم او سوق الاربعاء -الحقيقة ما يعرفها كان ربي -)
(سيّارة نقل ريفي من نوع الـ404 باشي تقترب , محملة بالنسوة و الاطفال في الصندوق الخلفي و هذا مشهد مألوف في بلاد جودة الحياة حيث يحب الناس التكدس على بعضهم البعض في الحافلات الحضرية و اسيزيات النقل الريفية و يحبّون رفقة الماعز و الاغنام و يتقاسمون معهم المقاعد و الاماكن )
(بعد عدة ساعات يعود الحرس الى المفترق و يتفقد زميله)
- ايا ورّيني شنوة عملت ؟
- كرذونة بانان و قاجو دليس داناو , و شكارة اومو بـ5 كيلو , و زوز شوارط متاع بحر من بياع الفريب و هاذوما...
- شكونهم هذوما؟
-و الله ما نعرف ...ماهو جات الـ404 و مولاها ما كانش حاطط السبتة ...ياخي...
- ياخي شنوة ؟؟ تهبطلو زوز بنات ؟؟ ما لقيت شيء آخر تنحيهولو ؟؟
- لا عرفي , الكميونة معبية بالنساء و الذراري و الشوفور ما عندوش حتى مليم.
الحرسي القديم (يخمم و يحك في راسو ): ملا بيعة , و ملا مشكلة باش تعملهالنا ماهو توة يقلك حقوق انسان و ريق بارد و باش ترصيلنا في سيّب يرحم والديك.
- حتّ شيء عرفي , في وقتنا توة ... كلّها سلعة
حكاية اليوم , حكاية قديمة تعود الى قرون عديدة , جرت احداثها في فترة ما .
بين العصرين الاموي و العباسي ....
في مكان ما .
بين بلاد الشام و العراق ....
هناك من يقول انها حدثت في بلاد افريقية او الاندلس .... قد تكون حدثت في ارياف سيدي بوزيد او جبال الكاف او على شطآن غار الملح و الرفراف ...و قد تكون هذه القصّة قد حدثت بالامس القريب او قد تكون قد عاشها احدهم هذا الصباح او ستحدث مع احدنا غدا او الاسبوع القادم.....على كل حال فالتاريخ كما يقول علماء التاريخ يعيد نفسه ...و كما يقول الكلاندستان (فيلسوف و مؤرخ ولد في تونس و لم يذهب الى مصر بل عبر العدوة شمالا الى اوروبا ثم قطع بحر الظلمات الى بر الامريكان ليمكث هناك) لا يكون التاريخ تاريخا اذا اعترف بالمكان او الزمان ...فالزمن كسيارة التاكسي يتوقّف لتركب ثم تقعد مرتاح البال ... جعلنا الله من الراكبين لا من المركوبين و جنبنا و اياكم شر القعود و الجلوس على الكوكا و الفانطا و البمبوتشا و غيرها من الكراسي و المقاعد .
يحكى ان شابا فقير الحال , لا يملك من متاع الدنيا سوى "سوريّـة " بالية و خمسة أو ستة سنوات دراسة ثانوية , ذهب مع المتطوّعة الى مدرسة الشّرطة التي اقامها الحجاج بن يوسف الثقفي جنوبي الكوفة ...
فنجح في الاختبارات و تم قبوله مع انداده و نظرائه من المعدمين و منعدمي الآفاق (أي الطايحين من السلوم حسب ما كان يقال في تلك الفترة) ليصبحوا من الحرس المستأمنين على البلاد و العباد و الاموال و الحرمات و الأعراض.
9 اشهر من التكوين المركّز و التدريب القاسي و غسيل المخ و الاكاذيب المغلّفة في مغلف الـ 400 دينار شهرية....
ثم تخرّج مع اخوانه , و ارتدوا زي الشرط ( شبيه بالسّواد الذي كان الخليفة ابو العباس يجبر انصاره على ارتداءه) وهو زي غريب مليء بالخطوط و الخيوط ... لا يسرّ لا الحبيب و لا العدو ...يبثّ الرّعب في الناظرين.
(بعد أسابيع, في احد المفترقات المهمة و البعيدة , الحرسي الجديد مع زميل له قديم في الخدمة , زروصو طايحة من الكياسات )
-اسمعني ولدي الخدمة ساهلة و صعيبة, تحب تسهّلها تسهال تحب تصعّبها تصعاب ...
- اش معناها ؟؟
-استنى لحظة اتوة نعملوا تمرين تطبيقي باش تفهم.
(في الطريق سيارة ايسيزي محملة بالماء و القازوز, الحرسي القديم يشير عليها بالتوقّف)
- السلام عليكم , الاوراق من فضلك
- (يمدلو الهوية و الرخصة و اوراق السيارة) تفضــّل.
-عندك محضر , ماكش حاطط حزام الامان.
-بالله علاش هكة بو صغيّرات و نخدم بيه البرمي علاش باش يتفكّلي..
-دبّر راسك و تحمل مسؤوليتك
-ما فمّاش حل اخر؟؟
-انا ما نقلّك و انتي ما يخفاك...
(يرجع لزميلو بزوز ستايك ماء)
-افهمتش حاجة؟
- هاني بديت نفهم ... شويّة
(و كان الامر كذلك , و بدأت الخيرات تتكدّس: قازوز ماء ياغرت شكلاطة حليب دجاج عربي دجاج حاكم شامية خضرة غلة دقلة و الكثير من الدنانير الحاملة لصورة كبير المجاهدين)
(مع منتصف النهار)
الحرسي القديم: ايا تره , وريني شنوة تعلّمت, اهو باش نبقى نتفرج من بعيد , تصرّف وحدك , توة البلاد بلادك و الكياس كياسك.
الحرسي الشاب (يستجمع شجاعتو و يتقدم لحافة الطريق , يشوف في كرهبة من النوع الالماني الفاخر - الالمان معروفون منذ قرون بسياراتهم الالمانية الفاخرة- طايرة من غير جوانح تجري 170 كيلومتر في الظل , يشاور للسائق للتوقّف)
الحرسي العجوز: (ينقز عليه , يشدو من يدو ) اشبيك يا ولدي؟؟ هذا اش قريتك؟؟ كانك جار على روحك انا بو صغار راهو
-(يشير بالتحية لسائق السيارة الطائرة اللي خزرلهم باستهزاء و تعدّى من غير ما نقص السرعة متاعو )-
اياك ثمّ اياك تكلّم مثل هذا الرجل فهؤلاء ذخر الوطن و مفخرة الأمة و لا يستقيم الامر لأولي الأمر إلا بوجودهم , و لا يجوز تعطيلهم عن مسؤولياتهم الجسام.
(بعد ان اعطاه ابجديات العمل و اساليب الاتقان و التفاني في اداء الواجب , فالحرسي القديم اوكل لزميله الصغير بمهمة مراقبة المفترق بقية اليوم على ان يعود اليه قبل انتهاء الدوام الرسمي للعودة معا , ثم قصد ربي لسوق بن قردان او الجم او سوق الاربعاء -الحقيقة ما يعرفها كان ربي -)
(سيّارة نقل ريفي من نوع الـ404 باشي تقترب , محملة بالنسوة و الاطفال في الصندوق الخلفي و هذا مشهد مألوف في بلاد جودة الحياة حيث يحب الناس التكدس على بعضهم البعض في الحافلات الحضرية و اسيزيات النقل الريفية و يحبّون رفقة الماعز و الاغنام و يتقاسمون معهم المقاعد و الاماكن )
(بعد عدة ساعات يعود الحرس الى المفترق و يتفقد زميله)
- ايا ورّيني شنوة عملت ؟
- كرذونة بانان و قاجو دليس داناو , و شكارة اومو بـ5 كيلو , و زوز شوارط متاع بحر من بياع الفريب و هاذوما...
- شكونهم هذوما؟
-و الله ما نعرف ...ماهو جات الـ404 و مولاها ما كانش حاطط السبتة ...ياخي...
- ياخي شنوة ؟؟ تهبطلو زوز بنات ؟؟ ما لقيت شيء آخر تنحيهولو ؟؟
- لا عرفي , الكميونة معبية بالنساء و الذراري و الشوفور ما عندوش حتى مليم.
الحرسي القديم (يخمم و يحك في راسو ): ملا بيعة , و ملا مشكلة باش تعملهالنا ماهو توة يقلك حقوق انسان و ريق بارد و باش ترصيلنا في سيّب يرحم والديك.
- حتّ شيء عرفي , في وقتنا توة ... كلّها سلعة
8 commentaires:
yesssir twail post mta3 ba3d cha99an el fatr :D chwayya zlabiya é m5ari9 kes thé et et et .....
http://el-clandestin.blogspot.com/2007/09/404.html
يا ولدي يزي ياخي شنية هاذي سلعة؟
تي احنا فضينها بالسيف مع (عربية) على حكاية أول يد
د ورتها تو بضائع.
wallah ca me donne envie de pleurer
@nostra:
mahou enhar twil, ou elwahed ma3andouch bech y3addi el3achwia donc na3mel post le twil que possible bech yo9rob wa9t cha99an el fatr
@3amrouch:
mela chnouma ehna idha ken mouch sel3a tetbe3 yawmian ou bi abkhas el as3ar (dima fiha promotion)
@l'as noumrou wehed:
t'es la bienvenue
normalement cette histoire est censée te faire rire
si ca te donnes vraiment envie de pleurer alors il ya qque choses à reviser dans cette histoire
hihihihihi
Mabldek ya Clandestinoooooo :-) Jebtha kad kad hal hkeya!!! C'est vraiment triste de voir ça se reproduire sur nos routes en toute impunité :-( w chi3arhom: Koul w wakkel.
idha ken ejmaa ytabkoo elkanoon 100/100 HATA HAD MA YOKREJ MEN DAROOO.
ha, I am going to try out my thought, your post give me some good ideas, it's truly amazing, thanks.
- Murk
Enregistrer un commentaire