كاريكاتور من مدونة
الرافل ... كلمة (قال الراجل) ملأت الدنيا و شغلت الناس ...كلمة تنفر منها الانفس و تقشعر لسماعها الابدان (...) كلمة مفزعة ...مرعبة ...كابوس يقضّ مضجع شباب البلاد (بطـّالة و موظفين) ...
وين تمشي تسمع ... رافل ...هاي مرفـّلة ...ماعادش تمشي للقهوة ... ردّ بالك يشدّوك ...وينو فلان ؟؟ ...ماسمعتش بيه ؟؟ ... المسكين هزّوه ...
حتّــى ماللعب و الفدلكة ولاو كان بالرّافل و على الرّافل و مواقع الترفيل و آخر أخبار المرفّلين ... و يكفي باش تسمع مزحة ثقيلة من نوع "تره بطاقات التعريف ... " و الا تسمع صيحة بعيدة في آخر النهج "ايا اطلع للباقة ..." و الا تشوف واحد لابس بالأخضر ، باش تحسّ بالغربة الشديدة و تحسّ اللي حكايات جودة الحياة و الأمن و الأمان لكلّها مشات (في خبر كان) و أنك تواجه في مصيرك وحدك و لا من مجيب و لا من نصير ... و تحسّ بفطور البارح و فطور اليوم و فطور الأسبوع اللي فات يتّحدوا مع بعضهم و يعملوا ثورة داخلية يصعب التحكّم فيها و احسن حاجة تعملها وقتها انّك تطلق ساقيك للريح و تطير (عجاجة) و في بعض الحالات تلجأ لأقرب دورة مياه تستردّ فيها معنوياتك.
فالرّافل اللي تعرفو بلادنا هذه الأيام أثـّر في الحياة العامّـة و تسبب بصفة ملحوظة في خلوّ بعض الشوارع و الأسواق من الجنس الخشن ; و خلّى جموع البطالة من الشباب يتجنّبوا القهاوي و الاماكن العامة اللي ممكن يكون فيها عرضة للرافل. حتى جموع الموظفين الـموش معرّسين و اللي اعمارهم اقل من 35 سنة زادة زادة نقّصوا من الظهور في الاماكن العامة و من التجوال على القدمين .
حقيقة منعرفش الاسباب اللي خلاتهم يرجعوا للصيغة الحالية متاع تطبيق قانون الخدمة العسكرية ، و مانيش متأكد زادة اللي المشاهد هاذية (الباقة المكتظة بالشباب ) مازالت تليق بالمجتمع التونسي اللي حسب وسائل الاعلام متاعنا قالّـك ولى نموذج في الرقي ّ و السلوك الحضاري و احترام حقوق الانسان و الحرص على كرامة المواطنين...
انسان يخرج من دارو الصباح و ما يعرفش في الليل يبات في دارو و الا في مركز الامن و الا يهزوه رأسا للثكنة ...منعرفش هذا يندرج في أيّ إطار و حسب أيّ منطق يعيشو الانسان الخوف و الرّعب من أداء الواجب .
فمّة شكون يقلّك اللي هذا منطقي و معقول طالما فمة شكون ما خدمش الجيش و هو يعتبر (فاصع) و مخالف لقانون الخدمة العسكرية و ربما صدرت في حقو احكام غيابية من المحكمة العسكرية ... لكن هلى انو القبض على المارّة بصفة عشوائية و غربلتهم على قارعة الطريق هو الحل ؟؟؟
أنا معنديش بصراحة حتى تصوّر لحلول ممكنة ، ربّما كانت فمة صيغ اخرى لتطبيق القانون متاع التجنيد ...صيغ متلائمة مع العقلية السائدة في مجتمعنا و مستوى احترام القانون و الوعي بالحقوق و الواجبات .
على خاطر (للأسف ) من المستبعد و من غير المعقول و غير المقبول في بلادنا انو الشابّ (او الشابّة) لا طاح لا دزّوه يقدّم روحو طوعا لمركز التجنيد و يقوم تسوية وضعيتو سواء بأداء الخدمة فعليا او بالقيام بالتعيينات الفردية او بالاستظهار بما يوجب الاعفاء من الخدمة ، هذية حكاية تنجم تصير في دول فيها المواطن يعرف حقوقو و واجباتو...
كيما في موضوع الآداءات ، في رأس العام تلقى ملايين الفرنسيس شادّين الصفّ باش يقدّموا تصريحات الدّخل متاعهم و يسوّوا وضعياتهم الجبائية ، لدرجة انهم في السنوات الاخيرة التجؤوا للتصريح الالكتروني للتخفيف من الازدحام على شبابيك مصلحة الاداءات. تصوّروا حاجة كيما هكة تتعمل في تونس ؟؟ تصوّروا يزيدو يعطيو شوية هامش للمواطن في خلاص الاداء المتخلّدة في ذمتو ؟؟ الأكيد انو ما يمشي باش يخلّص كان (سامحوني في الكلمة) المهبول او اللي حاجتو بورقة من القباضة و كان اللي ملزوم باش يسجّل او عقد او شيء من هذا القبيل ... التونسي ما يشد الصفّ كان باش يقصّ تسكرة باش يروّح و الا باش يجبد ماندا و الا يجبد الشهرية و ساعات باش ياخذ كسكروت و الا بيزّا ، و حتى الطوابير اللي نشوفوها في خلاص الفواتير ترجع أساسا للخوف من قيام المصلحة المعنية بقطع الماء او الضو او الاتصالات بقدر ماهي سلوك واعي متاع مواطن منظّم و فاهم حقوقو و واجباتو.
الخدمة العسكرية والجيش التونسي:
البارح ، صديقة في الفايسبوك قالت شبيه الراجل ما يخافش من الحبس و بالعكس يفتخر بالحبس (الحبس للرجال) في حين أنو يتفجع و يتبدّل لونو وقت اللي يسمع بالرافل ...و قعدت المسكينة باهتة من فزع رجالات (مستقبل) البلاد من التجنيد،
وهي على ما يبدو تحمل فكرة باهية على الجيش و ممكن مغرومة بأفلام الحرب و بطولات الامريكان في اوكيناوا و شجاعة المصاروة في حروب السويس، و رفقة السلاح و مشاهد البطولة و الرجولة و فداء الراية و الوطن ... و كل المشاهد النبيلة اللي تترافق مع كلمة القوّات المسلّحة و نشيد الجيش سور للوطن . و السؤال اللي يطرح نفسو ، ماهي علاقة الجيش التونسي بالقوّات المسلّحة ؟؟ و هل الجيش التونسي هو فعلا سور للوطن و الا هو جيش من بنّائي الأسوار و الطرقات و الجسور و قنوات المياه ؟؟؟
هل انّ المجنّد اللي باش يعدّي عامو فعلا باش يتلقّى تدريب عسكري ؟؟ زعمة عندو الفرصة باش يمسّ السلاح و يهزّ السلاح و يدرّب على السلاح ؟؟؟
F - 5 Tiger الطائرة المقاتلة الأكثر تطورا في سلاح الجوّ التونسي - تعود الى اوائل الستينات و يمتلك منها سلاح الجوّ قرابة العشرة مقاتلات
أنا يحكيلي صديق تطوّع قبل سنوات في الجيش و عدّى عامو في ثكنة كبيرة جنوب العاصمة ، أنو ما يعرفشي من السلاح كان البندقية النمساوية رديئة الصنع الشتاير و امضى معظم الوقت في الاشراف على طابور متخصص في رعي الاغنام و ريّ الزيتون و الاشجار المثمرة و حكالي زادة نهارة اللي الفيلق الفلاحي مروّح من المهمّة الزراعية متاعو يلقى انو الثكنة مستنفرة بسبب زيارة احد القادة الكبار في الجيش و تم اخراج دبابة للاحتفاء بقدومو ، فقعد يوصفلي في حالة المجندين المساكين و الذعر الشديد اللي أصابهم وقت اللي شافو الدبابة (و للتوضيح الدبابات التونسية تعتبر وديعة و مسالمة مقارنة بالمصايب الزرقة اللي عند الدول الأخرى و حتى المجاورة )فالجيش التونسي هو حسب ما يقولو في وسائل الاعلام جيش تنموي يساهم في المجهود التنموي و في المشاريع الكبيرة في البلاد ...وهذا موش عيب لو تمّ الاعتراف به و اقراره أما يقلّك الجيش سور للوطن و قوات مسلّحة و دفاع و ردع و كفاءة و اقتدار و مبعد يهزّ الشباب باش يعدّيو عام خدمة (شاقّة) و لا صوردي لا خرّوبة فهذا غير مقبول لانو الفكرة حسب رأيي فيها استغلال لفكرة و مفهوم الدفاع عن الوطن لتحقيق اغراض اخرى ، اقتصادية ربّما او سياسية او حتى اجتماعية بتأخير سنّ المطالبة بالعمل سنة على الأقلّ .
بالنسبة للشباب اللي باش يخلّصوا (التعيينات الفردية) هذيكة قصّة اخرى و موضوع آخر ، كيف كيف فيه برشة اجحاف و فيه استعمال لفكرة الدفاع عن الوطن كقناع لعمليات اخرى مانيش باش ندخل فيها مراعاة لمشاعر عمّار (نحّييه بالمناسبة)
UH - 1 طائرة هليكوبتر تعود كذلك الى فترة الستّينات - تذكّر بحرب الفياتنام و افلام بلاتون و appocalypse now
يمتلك منها جيش الجو كذلك قرابة العشرة وحدات
و انا بصراحة نستغرب الحفاظ على ما يسمّى بالجيش التونسي لحدّ السّاعة ، فالجيش التونسي من اوّلو كان جيش ضعيف التسليح ضعيف التدريب و القدرة ، و لا يمكن الاعتماد عليه و في المعارك القليلة اللي ممكن خاضها هي معركة بنزرت و معارك الجنوب التونسي قبل اكثر من 40 سنة اللي ماكانتش معارك متكافئة ، مانجّموش نحكموا على الأداء متاعو.يمتلك منها جيش الجو كذلك قرابة العشرة وحدات
و منعرفش كان الضعف في التسليح و التجهيز و التدريب راجع لحجم البلاد ووزنها الاقتصادي و السكاني و الا هو في حدّ ذاتو خيار و اتجاه مشات فيه حكومة الاستقلال عمدا ، خاصّة بعد المحاولة الانقلابية متاع أوّل الستينات اللي كان فيها برشة قيادات من الجيش، اللي ربما كوّنت لدى بورقيبة القناعة بانو تونس ما يلزمهاش مؤسسة عسكرية قويّة. و من الملاحظ كذلك انو الجيش التونسي ماكانش امتداد لجيش تحرير او قوّة مقاومة حاربت الاستعمار و رغم ما يقال في عيد تونسة الامن و يوم الجيش فالجيش التونسي تكوّن حول نواة من الجنود و الضبّاط اللي كانو تابعين للجيش الفرنسي و حتى القادة اللي كانو منتمين للمقاومة (الفلاقة) تمّ اعدام بعضهم (ساسي الاسود و الأزهر الشرايطي ) و التخلي عن البعض الآخر ليبقى الجيش التونسي مرتبط بالجيش الفرنسي (و من بعد بالجيش الامريكي ) تدريبا و تسليحا ليوم الناس هذا .
بورقيبة يتحدّث عن محاولة الانقلاب متاع أوّل الستّينات
دبابة من نوع فيات(...) او ما يسمّى بالدبابة الشعبية ، تمّ استخدامها ضدّ جماعة سليمان Fiat-Otobreda 6614
الخدمة العسكرية للجنس اللطيف:
في سنة 2003 تمت اقرار اجراء يفرض على الفتيات التونسيات أداء الخدمة العسكرية بصيغتيها (الخدمة الفعلية و التعيينات الفردية ) ، و تمّ الـ (ترويج) للإجراء كالأوّل من نوعه في المنطقة و في الدول العربية و الاسلامية و بطبيعة الحال وقع استعمال الاعلان المذكور لمعاودة التذكير و التأكيد على المكانة الرائدة للمرأة التونسية و تقدّم البلاد في مجال المساواة بين المرأة و الرجل.
لهنا نلقى تصريح لرئيسة احدى الجمعيات النسائية تعبّر فيها على موقفها من القرار ، اللي مالقاتش اش تقول في الموضوع ، فالتجأت للفزّاعة متاع العادة ، قاتلك اللي القرار هذاية باش يعمل مشاكل مع الاسلاميين في تونس اللي باش يعارضوه ، و من شيرة اخرى قالت اللي هوما (أي نساء الجمعية ) ضدّ هذا القرار لانهم ضدّ الحرب ...
هكذا بكل بساطة ، لأنهم ضدّ الحرب ... و من وقتاش تعترف الجيوش بمواقف الافراد من الحرب ؟؟ و شكون قال اللي احنا (الشباب الفاصع من الرافل) ماناش ضدّ الحرب. اذا كان الحكاية بالسهولة هاذية ماهو نمشي للمركز متاع التجنيد نقلهم انا ضدّ الحرب و توفى المسألة . حاصيلو المنطق متاع الجمعيات النسوية في بلادنا منطق (فيه برشة عوج) و يلزمو شكون يفك الشفرة متاعو ، يحبّوا المساواة مع الرجال اما موش في كلّ شيء كان في الجيش لا .
و انا لتوّة مانيش عارف علاش و وقتاش تمّ التخلي عن الموضوع خاصة انو بدات الاجراءات العملية لتطبيق القرار كتخصيص ثكنة للجنس اللطيف و تخصيص اطار نسائي في مجملو للإشراف على المجنّدات . الا انو توة في 2009 و مافمة شي في الموضوع.
حاصيلوموضوع الجيش مازال مفتوح (على الاقل بالنسبة ليا) للزوز سنوات القادمة و مبعد نعبر الخط الاخضر (خط الـ35 ) و ربي انشالله يسلكهالنا الفترة هاذي ، و بالمناسبة نتمنّى انو خونا البرباش يسلّكها كذلك خاصّة انو التدوينة اللي كتبها (يوميات تونسي شدو الرافل) و اللي فسّخها فيما بعد وصلت للجماعة (باش ماتقولوش راهو مافماش شكون يقرا المدوّنات) و على ما يبدو فالسلطات العليا جبدت وذنين السيّد اللي اطلق سراح صديقنا البرباش و الله اعلم اشنوة ينتظر البرباش بيدو ههههههه
5 commentaires:
الله يهديك يا كلنديستان... برّا إشري جريدة الأنوار تو تعرف أهميّة الرافل في "تنظيف البلاد من الصعاليك" .. كلام هذا تكتب في جريدة تونسيّة في سنة 2009 أي شهور بعد ما أمضى شباب تونس على ميثاق كان من بين عناوينو الّي "الشباب هو الحلّ" و ليس المشكل
ايه قريت حاجة كيما هاذي في الشروق
قاللك هذاية رافل عادي متاع تفتيش على الهاربين من الاحكام الغيابية
سؤال يطرح نفسه بشدة هل أهالي ماطر وطرابلس مشمولين بقرارات الرافل والتجنيد؟
@ghassen:
ههههههههه طرابلس و ماطر ؟؟؟
هاذي يبقى عمار عامين باش يطلعها هههه
حسب مانعرف ماطر و طرابلس ماهمش تابعين الشعب الكريم و لذلك هم غير معنيين بالرافل
هاو جاكم النهار الي وراكم الي الجيش لتضحكوا عليه صور للوطن بالحق
Enregistrer un commentaire