يخطئ من يعتقد انّ ارهاب الدّولة قد زال من المشهد السياسي و الاجتماعي للبلاد و ذهب مع بن علي و ليلى الى السّــعودية. تونس الى اليوم مازالت ترزح تحت وطأة أجهزة قمعية بوليسية معقّدة ..عجز الراجحي عن فك احجيتها و احبطت تركيبتها الاخطبوطية المافيوزية ايّة رغبة جدّية في الاصلاح..الحبيب الصيد خرّيج نظام بن علي البوليسي ، كان عضوا فاعلا في هذه المنظومة المعقّدة وهو منطقيا أقدر من غيره على كشف اسباب عدم مواكبة هذا الجهاز للمرحلة الحالية. لكنّه اختار الحل الاسهل بالنسبة له و للجميع وهو مواصلة العمل بالنسق المعتاد و حسب الطرق المألوفة . حبيب الصّيد ضيّع فرصة تاريخية كي يصبح الوزير الذي سينتقل بالبلاد الى المرحلة الموالية ..كما اضاعها قبله السبسي بخلقه العراقيل امام اجراءات تتبع و محاسبة القتلة و الفاسدين و بإيجاده المنافذ أمام جرذان التجمّع للعودة من جديد.
اليوم و بعد سبعة اشهر من الثورة لازالت وزارة الارهاب تقوم بسجن الشباب (الطلبة) بسبب افكارهم و تقوم بتعذيبهم بالطرق النوفمبرية المعروفة و من ثمة ترسلهم الى الخدمة العسكرية دون اعتبار لظروفهم الصّحية و ارتباطاتهم الدّراسية - وهذه لمسة بورقيبية اصيلة - لأنّ الخدمة العسكرية كانت تمثل عقوبة في العهد السابق و واحات رجيم معتوق تحمل الى اليوم أثر آلاف الطلبة و الناشطين الذين لم تحظ افكارهم برضى المجاهد الاكبر.
فوزارة الارهاب اليوم هي اسوأ منها في أيّ فترة سابقة فهي تمزج بين القمع البوليسي النوفمبري النموذجي و ارهاب البورقيبية متمثلا في معتقلات العمل الاجباري و الخدمة العسكرية العشوائية.
لا اعتقد انّ الانتخابات ممكنة في وجود جهاز قمعي مماثل. تطهير وزارة الداخلية - حسب رأيي- من اوكد اهداف الثورة في المرحلة
الحالية.
تسقط حكومة السبسي.. يسقط الحبيب الصّيد .. تسقط وزارة الارهاب .. الحرية لتونس و المجد للشهداء و السلام
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire